رسائل علماء الدين لخلفاء الدولة في كتاب "هدية العبد القاصر إلى الملك الناصر" - بوابة الأهرام
أصدرت
الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أحمد الشوكى
كتاب "هدية العبد القاصر إلى الملك الناصر أبى السعادات محمد بن قايتباى"
من تأليف: عبدالصمد بن يحيى بن أحمد الصالح المتوفي بعد سنة 902هـ/ 1496 م.
صدر الكتاب عن سلسلة رسائل تراثية الصادرة عن مركز تحقيق التراث، وهو أحد
المراكز العلمية المتخصصة التابعة لدار الكتب المصرية، وقد حققه الدكتور
محمد جمال الشوربجي.
الكتاب يتناول واحدة من الرسائل التي أهداها علماء الدين والحكمة إلى
خلفاء الدولة الإسلامية وسلاطينها على مر العصور بما في ذلك سلاطين دولة
المماليك.
وتبدأ هذه الرسائل بمدح السلطان وتمجيده، وذكر فضائله ومحامده، مهيئًا بذلك
السلطان لتقبل هذه النصائح، فيبدأ المؤلف بذكر التوجيهات، وإذا كان المؤلف
من رجال الدين، فستنصب معظم نصائحه على الاهتمام بالأحكام الشرعية وسيادة
العدل بين الرعية، وإذا كان من رجال السياسة والحروب تتوجه النصائح في
جملتها إلى تأمين الطرق وإنشاء الحصون والقلاع وترميمها ونحو ذلك.
ولهذه الأعمال قيمة في إظهار الثقافة الإسلامية، إذ فيها تلتقي روافد الدين
مع الأخلاق والفلسفة والحكمة والسياسة، كما أنها مفيدة في دراسة التاريخ
الإسلامي والمبادئ العامة للسياسة الإسلامية ومؤسساتها الإدارية.
وتحتل هذه الرسالة بالتحديد - رغم صغر حجمها- أهمية كبيرة لأن معظمها يختص
بالضرائب والمكوس التي كانت الدولة المملوكية تفرضها في مصر وبلاد الشام،
ويتحصل منها على كثير من الأموال، ومن الضرائب التي ذكرها مؤلف الرسالة
وكان الناصر محمد قد ألغاها: إبطال مكس سائر الغلال، وإبطال ما كان في
الحسبة من المشاهرة، وإبطال سمسرة الحرير والزعفران، وإبطال مكس الرقيق.
وقد ذكرت المصادر عن المؤلف، أنه من الصالحية، ولكن اختلفت إذا ما كان
ينتمي إلى مدينة الصالحية بالشرقية في مصر أم من صالحية دمشق، ولكن الأرجح
أنه من دمشق لأنه لما ذكر فتنة خلع الناصر محمد بن قايتباي كان كلامه غير
مفصل، حيث لم يذكر إلا شذرات متفرقة عن تلك الفتنة.
أما الناصر محمد بن قايتباي فهو السلطان الثاني والأربعين من ملوك الترك
بمصر، تولى السلطنة في 26 ذي القعدة سنة 901 هـ /1496 م، وما إن استقر على
كرسى العرش حتى ألغى عددًا من المظالم، فدعا له الناس بالخير، لكنه لم يلبث
أن انصرف إلى اللعب مع أولاد العوام لصغر سنه، فحاول الوزير كرتباى منعه
من ذلك لكنه لم يفلح، وزاد طيشه.
ومع مرور عدة أشهر على تولية السلطان بدأ الأتابك قانصوة خمسمائة يخطط
لخلعه وعزله بالفعل في ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى
سنة 902 هـ، ولم يتبق له إلا شعار السلطنة الموجود عند الناصر، فأرسل أحد
الأمراء ليأتي به، ويقبض على الناصر ويحبسه بالقلعة؛ فحدث الصدام بين
المماليك الجلبان والأمراء وهزم قانصوة.
ومع استمرار بطش الناصر محمد بن قايتباي دبر الأمراء خطة لقتله أثناء تنزهه
في الجيزة وقتلوه عند قرية الطالبية في 13 من ربيع الأول من سنة 904 هـ.
الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أحمد الشوكى
كتاب "هدية العبد القاصر إلى الملك الناصر أبى السعادات محمد بن قايتباى"
من تأليف: عبدالصمد بن يحيى بن أحمد الصالح المتوفي بعد سنة 902هـ/ 1496 م.
صدر الكتاب عن سلسلة رسائل تراثية الصادرة عن مركز تحقيق التراث، وهو أحد
المراكز العلمية المتخصصة التابعة لدار الكتب المصرية، وقد حققه الدكتور
محمد جمال الشوربجي.
الكتاب يتناول واحدة من الرسائل التي أهداها علماء الدين والحكمة إلى
خلفاء الدولة الإسلامية وسلاطينها على مر العصور بما في ذلك سلاطين دولة
المماليك.
وتبدأ هذه الرسائل بمدح السلطان وتمجيده، وذكر فضائله ومحامده، مهيئًا بذلك
السلطان لتقبل هذه النصائح، فيبدأ المؤلف بذكر التوجيهات، وإذا كان المؤلف
من رجال الدين، فستنصب معظم نصائحه على الاهتمام بالأحكام الشرعية وسيادة
العدل بين الرعية، وإذا كان من رجال السياسة والحروب تتوجه النصائح في
جملتها إلى تأمين الطرق وإنشاء الحصون والقلاع وترميمها ونحو ذلك.
ولهذه الأعمال قيمة في إظهار الثقافة الإسلامية، إذ فيها تلتقي روافد الدين
مع الأخلاق والفلسفة والحكمة والسياسة، كما أنها مفيدة في دراسة التاريخ
الإسلامي والمبادئ العامة للسياسة الإسلامية ومؤسساتها الإدارية.
وتحتل هذه الرسالة بالتحديد - رغم صغر حجمها- أهمية كبيرة لأن معظمها يختص
بالضرائب والمكوس التي كانت الدولة المملوكية تفرضها في مصر وبلاد الشام،
ويتحصل منها على كثير من الأموال، ومن الضرائب التي ذكرها مؤلف الرسالة
وكان الناصر محمد قد ألغاها: إبطال مكس سائر الغلال، وإبطال ما كان في
الحسبة من المشاهرة، وإبطال سمسرة الحرير والزعفران، وإبطال مكس الرقيق.
وقد ذكرت المصادر عن المؤلف، أنه من الصالحية، ولكن اختلفت إذا ما كان
ينتمي إلى مدينة الصالحية بالشرقية في مصر أم من صالحية دمشق، ولكن الأرجح
أنه من دمشق لأنه لما ذكر فتنة خلع الناصر محمد بن قايتباي كان كلامه غير
مفصل، حيث لم يذكر إلا شذرات متفرقة عن تلك الفتنة.
أما الناصر محمد بن قايتباي فهو السلطان الثاني والأربعين من ملوك الترك
بمصر، تولى السلطنة في 26 ذي القعدة سنة 901 هـ /1496 م، وما إن استقر على
كرسى العرش حتى ألغى عددًا من المظالم، فدعا له الناس بالخير، لكنه لم يلبث
أن انصرف إلى اللعب مع أولاد العوام لصغر سنه، فحاول الوزير كرتباى منعه
من ذلك لكنه لم يفلح، وزاد طيشه.
ومع مرور عدة أشهر على تولية السلطان بدأ الأتابك قانصوة خمسمائة يخطط
لخلعه وعزله بالفعل في ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى
سنة 902 هـ، ولم يتبق له إلا شعار السلطنة الموجود عند الناصر، فأرسل أحد
الأمراء ليأتي به، ويقبض على الناصر ويحبسه بالقلعة؛ فحدث الصدام بين
المماليك الجلبان والأمراء وهزم قانصوة.
ومع استمرار بطش الناصر محمد بن قايتباي دبر الأمراء خطة لقتله أثناء تنزهه
في الجيزة وقتلوه عند قرية الطالبية في 13 من ربيع الأول من سنة 904 هـ.