الخميس، 8 يونيو 2017

سوق العتق والكتب والكنز المرصود



سوق العتق والكتب والكنز المرصود
بعدما تجاوزنا الصداقة الافتراضية الى الحقيقية باللقاء المباشر في ساحة الشهداء في الاحتفاء بذكراهم في السادس من أيار,استدرجني الصديق فادي الديري إلى خزائنه ووثائقه في سوق العتق في منطقة البسطة بما ينشره على صفحته على الفايسبوك, وعنده تعرفت على أصدقاء جدد هم  سعد الزعتري ود. جهاد بنوت وحسين هزيمة.
للسوق في ذاكرتي ارتباط بجمعي للكتب وكنت أقصده لالتقاط النادر من كتب الدراسة الفقهية بطبعاتها الأولى التي غالبا ما كنت أحظى بها عند الكتبي أبو نزار شرف الدين.
سألت عن مصير محله وكان هو في تلك الأيام كبير السن ففوجئت بأنه نتيجة حادثة سير دخل في غيبوبة قبل فترة قصيرة وكان إلى ما قبلها مستمرا في العمل شافاه الله وعافاه.
 منذ أواخر الثمانينات لم أنزل ولم تعد الحاجة إلى اقتنائها ملحّة بعد توفرها جميعا وأكثر منها في قرص مضغوط DVD واحد يشتمل على النص الكامل لأكثر من 7050 مجلدا من كتب جميع المذاهب الإسلامية في مختلف العلوم.
خرجت من الزيارتين بكنوز مضافة على كنز اتخاذ أصدقاء يوافقونك في ما تهوى, د.جهاد يهتم بالكتب وسعد وفادي يهتمان بالوثائق ونوادر التحف ولسعد شغفه الخاص بالأحجار الكريمة التي تفضل علي ببعضها كما تفضل فادي بمقلمة ذات محبرتين مميزة بنوعية خشبها وظرفها.
في الزيارة الثانية وكانت يوم نزلت لوفاء بعض حقهما (فادي وسعد)عليّ واستلام المخطوطة التي ترددت في شرائها بعد رؤيتها في الزيارة الأولى وبعدما استقر ت فكرة شرائها بملاحظة خصوصياتها, في هذه الزيارة يوم الإثنين ‏6‏ حزيران‏ 2017 قدّم الدكتور جمال إليّ كتاب تاريخ جبل عامل رادا هديتي بمثلها وقال: كأنّ هذا الكتاب مقدّر له أن يكون لك فمن يوم وصلني وهو معي في السيارة ولا أدري لماذا لم أنزله إلى المخزن ولا إلى البيت.
 قلّبت الكتاب تفتيشا عن تاريخ طباعته وكان الدكتور يحسب أنها الطبعة الأولى فوجدت قصاصة من جريدة السفير مؤرخة بيوم الجمعة 13 – 6 – 1980 جاء فيها خبر محاضرة للدكتور محمد مخزوم عن مؤلف الكتاب محمد جابر آل صفا تجدون تفاصيلها في الصور.
لا أخفيكم أنني لم أملك دموعي وأنا أقرأ هتافات النسوة العامليات كما أوردها, ثم التفت إلى تاريخ نشر الخبر في الجريدة فإذا هو في مثل هذا الشهر حزيران بفارق أيام وسبع وثلاثين سنة, ولو التفتنا إلى نفس تاريخ استلامي للكتاب في6 – 6 –  2017 , وقارناه ب 6 – 6 – 1982 لوجدنا أنه تاريخ الإجتياح الإسرائيلي للبنان, هذا الإجتياح الذي استولد المقاومة الإسلامية والذي أعاد المرأة العاملية إلى دورها في المقاومة والتحرير: مسيرات وهتافات وزيت مغلي ومشاركة في التحضير للعمليات ونقل الأسلحة والمؤن..
يبحث الفقهاء في ما يجب على المكلف فعله لو وجد كنزا في ما آل إليه بالشراء أو الهبة ولم يكن البائع أو الواهب ملتفتا لوجوده في المبيع, وأشهر الأقوال في المسألة أنه مع احتمال ملكيته لأحدهما يجب الرجوع إليه به, وها أنا على كل حال أعيد الكنز الذي وجدته في كتاب تاريخ جبل عامل هدية الصديق الدكتور جمال بنوت إليه وأنثره بما يعود أجره إلينا معا .
هل تؤمنون بالصدفة؟ أنا لا أؤمن بها وأراها توافقا عجيبا لا أملك له تفسيرا حاضرا.
أما الكلام عن المخطوطة والكتاب فيأتي لاحقا.
ع.خ,‏الخميس‏، 08‏ حزيران‏، 2017 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق